تطور الأمن السيبراني
مع تعرض العالم الرقمي للكثير من أشكال التهديد المختلفة ظهر ما يسمى بالأمن السيبراني وذلك من خلال قيام معهد ماساشوستس للتقنية بابتكار أنظمة حماية تقوم على التشفير منذ عام 1983 ومنذ ذلك الحين اعتمد الكثير من الخبراء على الأمن السيبراني في منع الاختراق، وتم ابتكار طرق وآليات جديدة لتطوير مجال الأمن السيبراني لمعرفة المزيد من الثغرات في هذا المجال للتصدي للهجمات المتزايدة.
الأمن السيبراني هو نظام يقوم بحماية الشبكات والبرامج من الهجمات الإلكترونية ومنع وصولها إلى البيانات الحساسة بغرض تغييرها أو تدميرها، كما يقوم بالتصدي لكافة أنواع الابتزاز من قبل مستخدمي برامج الفدية، كما يساهم في منع القيام بمقاطعة العمليات التجارية.
أصبح للأمن السيبراني أهمية كبيرة ولا غنى عنه في العالم الرقمي حيث يعمل على حماية البيانات الحساسة للأنظمة، ومنع الوصول للمعلومات الشخصية لأي مؤسسة، ويغطي سمعة الشركة من أي هجوم أو ابتزاز مادي قد يلحق الضرر بها، كما يقوم باكتشاف مبكر للهجمات السيبرانية قبل أن تتسبب في إلحاق الضرر.
مراحل تطور الأمن السيبراني
تطور الأمن السيبراني بشكل كبير عبر الزمن، حيث كان قبل ظهور التقنية يعني أمن المعلومات الذي لا يسمح بوصول أي شخص للسجلات الورقية المدون عليها المعلومات السرية، ومع بداية تسجيل المعلومات بشكل إلكتروني ظهر مفهوم الأمن السيبراني والذي كان يحمي البيانات من أي تهديدات، واستمر على هذا حتى فترة السبعينات من القرن 19 حتى ظهر أول فيروس رقمي والذي جعل الخبراء يطورون من أنظمة الأمن السيبراني للتصدي لهذه الأنواع.
كلما تقدمت التكنولوجيا ظهرت العديد من التهديدات السيبرانية وهذا جعل الحاجة ماسة إلى التطوير من الأمن السيبراني بشكل أسرع لمواكبة هذه التهديدات ومنعها، حيث كانت المخاوف الأمنية في البداية قليلة لأن عدد المستخدمين كان أقل بكثير من الآن واقتصر الأمن السيبراني على الحماية من الفيروسات.
ثم ظهرت تحديات جديدة في مطلع التسعينات والذي بدوره أدى إلى التطوير من أنظمة الأمن السيبراني ومن أمثلة هذه التحديات هجمات الفيشينغ، وهجمات الحرمان من الخدمة والتجسس الإلكتروني، وفي العصر الرقمي الحالي أصبحت التهديدات أكثر تعقيداً وتتطلب تطور كبير في الأمن السيبراني لذا ظهرت تقنيات حديثة مثل تقنية التشفير، والكشف عن التهديدات من خلال الذكاء الاصطناعي، وتقنية الأمن السحابي.
دور الذكاء الاصطناعي في تطور الأمن السيبراني
كلما تطور العصر الرقمي كلما تزايدت خطورة التهديدات السيبرانية وظهرت الكثير من المخاطر التي تهدد الأفراد وأصحاب الشركات الكبرى وهذا بدوره أدى إلى ظهور تقنيات أكثر تطورا لمواجهة هذه المخاطر مثل تقنية الذكاء الاصطناعي الذي يلعب دور بالغ الأهمية في التصدي لهذه المخاطر حيث يعمل على:
- كشف التهديدات قبل حدوثها، والعمل على اتخاذ احتياطات أمنية.
- فهم البيانات وتحليلها ثم معالجتها لفهم الأنماط التي تفسر أنها هجمات.
- زيادة الأمان الشبكي والمعلومات عن طريق تشفير البيانات ومعرفة البيانات المسربة.
- تطوير استجابات أكثر سرعة ونشاط في الكشف عن أي تهديدات ومنع وصولها إلى الأنظمة.
الكشف عن التهديدات السيبرانية يتم باستخدام الكثير من التقنيات منها تقنية التعلم الآلي والتي تلعب دور كبير في صيد التهديدات والمخاطر التي تهدد أمن المنظمة، كما يقوم بتحليل البيانات ومعالجتها والكشف عن وجود أي تسرب للمعلومات، ويقوم بتعزيز بيانات جديدة تقوم بالكشف عن التهديدات بشكل أسرع من ذي قبل والعمل على التصدي لأي نشاط ضار في وقت قياسي، ويفيد التعلم الآلي متخصصي الأمن السيبراني للكشف عن المخاطر وتحسين أوقات الاستجابة، ويجعلهم على اطلاع مستمر على وجود تهديدات خطيرة، ويلعب دور مهم في تقليل العبء على المتخصصين والمحللين البشريين.
مما أن الذكاء الاصطناعي يفيد في التصدي للهجمات السيبرانية إلا أنه قد يشكل تحدياً كبيراً للأمن السيبراني حيث يقوم صائدي المعلومات باستخدامه في الهجوم على المواقع واستنساخه في أقل من ثوانٍ لذا ينخدع الكثير من المستخدمين لاعتقادهم أن تقنية الذكاء الاصطناعي آمنة بشكل تام، ولكنه يمثل سلاح ذو حدين بالنسبة للأمن السيبراني حيث يمكن استغلاله بشكل إيجابي والكشف عن الفيروسات والمخاطر كما يمكن أن يستخدم في تهديد الأمن السيبراني من قبل المهاجمين والمحتلين.
مستقبل الأمن السيبراني بحلول عام 2030
هناك علاقة طردية بين الأمن السيبراني والتكنولوجيا الحديثة، كلما زاد التطور في التكنولوجيا الحديثة أدى إلى ظهور مخاطر وتهديدات أدى ذلك إلى ضرورة تطور الأمن السيبراني حتى يواكب هذه المخاطر وبالتالي سوف تظهر العديد من التقنيات الحديثة التي دورها التصدي لأي نشاط غير مرغوب فيه،
لذا يستعد دول العالم وخصوصاً المملكة العربية السعودية لمثل هذه التحديات وقد قاموا بوضع الاتجاهات التي ستشكل مستقبل الأمن السيبراني بحلول 2030 ما يلي وهي كالتالي:
- تحقيق التقدم في الأمن السيبراني وتوسيع نطاق الوصول ويضمن هذا الاتجاه بذل جهود أوسع نطاقًا في معالجة الجرائم الإلكترونية والتركيز على المرونة والسيطرة على الهجمات، والعمل على تنظيم العملات المشفرة لضمان فاعلية أكثر.
- تزايد الأزمة في الثقة عبر الإنترنت حيث سيكون من الصعب التمييز بين عمل البشر والآلات وهذا سيجعل الأشخاص يلغون أنشطتهم بسبب التزايد المستمر للهجمات الإلكترونية التي تقوم على الذكاء الاصطناعي مما سيجعل الأمن السيبراني أقل تركيزاً في حماية المعلومات.
- الشد والجذب بين التجارب التنظيمية أو مستقبل الخصوصية لأنه بحلول عام 2030 سوف يتم معرفه ما إذا كان الأمن السيبراني يحقق الأهداف المرجوة للحماية ولكن لا يزال الخبراء على غير معرفه بإمكانية تحسين إدارة البيانات الشخصيه وحمايتها بحلول عام 2030 أم سيتخلى الجميع عن الخصوصيه وقتها.
- عدم اليقين حول الميتافيرس حيث يعتقد البعض بأنه سيكون تجربه فاشلة بحلول عام 2030، أما البعض الآخر يعتقدون أنهم بحاجة ماسة للميتافيرس في تسريع الابتكار لمجرات قضايا الخصوصية.
- اتجاه السيادة وديناميات السلطة المتغيرة.
وقد كان للمملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في تعزيز الأمن السيبراني وقد وضعتها ضمن رؤيه 2030 وذلك من خلال التشجيع على نمو قطاع الأمن السيبراني في المملكة مع رفع الوعي بأهمية الأمن السيبراني، كما تشجع على عمل البحوث والدراسات للتطوير من التقنيات التي تتصدى للصيد الالكتروني، كما قامت بوضع اقتراحات لرفع كفاءه الانفاق في مجال الأمن السيبراني، توفير التعليم للأمن السيبراني من خلال دورات تدريبية مكثفة مثل ما تقدمه شركة الخليج للتدريب والتعليم، وما زالت الجهود مستمرة لتعزيز الأمن السيبراني بشكل أفضل.
أهمية التعليم والتدريب في الأمن السيبراني
يجب أن يكون الأفراد والمؤسسات على أهبة الاستعداد لكل ما هو جديد في التكنولوجيا الحديثة ويعدوا له العدة استعداداً لأي هجمات جديدة من خلال قيام المهتمين بمجال الأمن السيبراني بتعليم وتدريب العاملين لجعلهم أكثر خبرة في هذا المجال من خلال دورات تدريبية والتشجيع على العمل في هذا المجال من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى.
وتعد شركة الخليج للتدريب والتعليم من أفضل الشركات التي ستجد فيها جميع ما يتعلق بالأمن السيبراني من الصفر حتى الوصول إلى الاحترافية حيث تعرض العديد من الدورات التدريبية في وقت قياسي وهي دورات معتمدة وتعطي شهادة مهنية معترف بها في نهاية التدريبات، ولا يقتصر دورها على ذلك فحسب بل تؤهل الخبراء والمختصين ليصبحوا أكثر فاعلية من خلال عرض التطورات المستمرة التي تحدث في مجال الأمن السيبراني بشكل دوري وهذا سيجعل الخبراء ملمين بجميع الجوانب المبتكرة للهجمات للتصدي لها.
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعدما ألقينا الضوء على أهم ما يتعلق بتطور الأمن السيبراني عبر الزمن ومراحله التي تطورت منذ ظهوره حتى إلا، كما تعرفنا على أبرز الاتجاهات التي سيكون عليها الأمن السيبراني مستقبلا بحلول عام 203، وذكرنا لكم أدق التفاصيل عن دور الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، وتعرفنا على ضرورة استعداد الأشخاص لتطور الأمن السيبراني من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها شركة الخليج للتدريب والتعليم.