أدوات الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم منذ القرن الواحد والعشرين تقدماً سريعاً في كل مجالات التكنولوجيا، أهم تلك التطورات كانت الثورة الصناعية الجديدة المسماة بثورة الذكاء الاصطناعي وعصر تعلم الآلة، حيث تمكن علماء الحوسبة وتكنولوجيا معالجة البيانات حول العالم من التوصل إلى تقنيات تساعد المعالجات على التنبؤ بالانماط وصناعة أنماط جديدة بنفسها، وقد أدهش تفوق الآلات على أعظم محترفي لعبة الشطرنج عندما غيرت اللعبة من أنماط حركتها بنفسها دون برمجة مسبقة، بناء على حركة اللاعب الذي يلعب ضدها، وبعدها بفترة ظهرت النماذج اللغوية المتفاعلة مع الجمهور العام، والمعتمدة على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، ودخلت أدوات الذكاء الاصطناعي خلال مدة زمنية قصيرة في كل المجالات، حتى صارت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية عند الكثير من سكان العالم من مختلف الطبقات.
ما هي أدوات الذكاء الاصطناعي ؟
أدوات الذكاء الاصطناعي عبارة عن برامج حاسوبية تمتلك أجهزة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي مما يساعدها على تحليل البيانات وفهم الأنماط واتخاذ القرارات بشكل فردي دون الرجوع للمبرمج، ولذلك قد يخلط العديد من الناس بين مجالي البرمجة ومجال الذكاء الاصطناعي وبالرغم من اشتراك المجالين في أنهما من علوم الحوسبة إلا أنه توجد فروق جوهرية بين المجالين ومنها الآتي:
- البرمجة تعني إنشاء تعليمات برمجية تتبعها الأجهزة الحاسوبية بهدف أداء مهام محددة سلفاً بدون أي قدرة للجهاز على مخالفة التعليمات التي وضعت له.
- بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تجاوز الأوامر والتعليمات من خلال تعليم الأجهزة كيفية محاكاة الوظائف المعرفية للدماغ البشري.
- ورغم أن البرمجة تعتبر هي الأساس المعرفي لأدوات الذكاء الإصطناعي إلا أنه يتضمن أيضاً خوارزميات ونماذج يمكنها أن تطور فهمها الخاص للبيانات المتاحة مما يساعدها على تحسين أدائها تلقائياً.
وما يمكن تلك البرامج من القيام بكل تلك المهام المعقدة هو العتاد الذي تعتمد عليه، ما هي أجهزة الذكاء الاصطناعي؟
ببساطة إن أساس كل أدوات الذكاء الاصطناعي هي الأجهزة التي تعمل تعدم تلك التقنيات، وهي أجهزة ذات وحدات معالجة عصبية، تحاكي وظائف الدماغ البشري في معالجة وتخزين البيانات، ومن خلالها يمكن للآلة أن تتعلم من الأنماط وتكتسب خبرات جديدة، من خلال التكيف مع المعلومات والمدخلات المعقدة والمتجددة، مما يساعدها على أداء مهام مشابهة للبشر.
وتعتبر تلك الدوائر العصبية والمعالجات من أهم الوسائط التي تسمح أدوات الذكاء الاصطناعي بتحليل ومعالجة الأوامر وتنفيذها بشكل يحاكي أو يقترب من الأداء البشري.
أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تطورت أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الفترة الأخيرة أدت إلى دخولها في كافة المجالات الحياتية، ورغم ذلك لا زال البعض يتسائل ما هي أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نعلم بأنه لا يمكن برمجة نموذج ذكاء اصطناعي ليتعلم ويفعل كل شيء، ولكن يتم تخصيص كل برنامج لمهام ومجموعة محددة من البيانات، ومن أهم التطبيقات التي تستفيد من تلك البرامج:
- التجارة الإلكترونية: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحسين عملية التجارة على الويب من خلال قراءة أنظمة التوصيات، وعرض الاقتراحات بناء على السلوك، عن طريق استخدام بوتات تعمل على شبكة الإنترنت.
- الألعاب: من خلال التغلب على لاعبين محترفين، وتحسين أنظمة إدارة الألعاب عن طريق دمج تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي في معالجات الأجهزة الحاسوبية.
- الزراعة: حيث مكنت أدوات الذكاء الاصطناعي المزارعين من تحسين أبحاث الهندسة الزراعية وتطوير المحاصيل عن طريق حواسيب قوية تعالج ملايين البيانات في وقت واحد.
- الأمن السيبراني: حيث تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تأمين الشبكات من خلال حواسيب خارقة وأنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.
استخدامات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني
منذ ظهور التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، وترافقه الكثير من المخاوف من استخدامه في مجال الهجمات السيبرانية، لذلك ظهرت سؤال مبكر وهو كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني؟
وقد تمت الإجابة على هذا السؤال من خلال تطوير بعض شركات الأمن السيبراني لنماذج ذكاء اصطناعي تعمل على حماية الشبكات والمواقع، وهذه أهم وسائل الذكاء الاصطناعي في حماية الشبكات:
- البحث عن التهديدات والوقاية من الهجمات بسبب القدرة الرهيبة التي تتمتع بها تقنيات الذكاء الاصطناعي على معالجة قواعد بيانات ضخمة ومتشعبة.
- الكشف عن البرامج الضارة وبرامج التجسس ومحاولات التصيد وسرقة معلومات الحسابات من خلال الخوارزميات المعقدة التي تستخدمها الذكاء الاصطناعي في عملية المراقبة والرصد.
- مراجعة وتحليل السجلات الأمنية لدراسة وتحليل الهجمات السابقة، لاكتشاف أي ثغرة من المحتمل أن تشكل فرصة للتسلل أو بوابة لهجمات جديدة.
ويكمن الفارق بين الأدوات التقليدية للحماية من الهجمات وبين التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في قدرة الأدوات الذكية على التعلم العميق والتعلم الآلي لكيفية حدوث الهجمات والكشف الثغرات دون تدخل بشري مما يضعنا أمام سؤال آخر
كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
إذا كنت تسأل نفسك الآن كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي؟
فقبل اختيار أحد أدوات الذكاء الاصطناعي، عليك أن تضع في حسبانك مجموعة من المعايير، التي يمكن من خلالها اختيار برنامج ذكاء اصطناعي يتماشى مع احتياجاتك، وتلك المعايير كالتالي:
- ملائمة أداة الذكاء الاصطناعي للمشكلة التي بحث لها عن حل، فلا يمكن استخدام نموذج ذكاء إداري في توليد الفنون مثلاً.
- البحث عن برامج ذكاء صناعي سريعة ومستقرة وآمنه تابعة لجهات موثوقة، حيث يمكن أن تكون نتائج بعض البرامج غير احترافية نتيجة كونها حديثة ومازالت تحت التدريب.
- القدرة على التوسع ومعالجة كم هائل من البيانات، لأن أي عطل فني قد يؤدي لشل قدرة البرنامج على تحليل المشكلة وحلها.
- أن يمتلك نموذج الذكاء الاصطناعي مجموعة من الاشتراطات الأخلاقية التي تمنع ظهور النتائج غير المرغوب فيها.
- إمكانية التطوير وتعقيد نظام العمل الخاص بالبرنامج، حيث تتطور متطلبات العمل في كل مجال بحسب الإتاحة المفتوحة له، ودخول برامج الذكاء الاصطناعي يصنع فرق كبير في تلك الإتاحة مما يستدعي تطور تلك الأدوات في حد ذاتها.
لذلك من المهم عند البحث عن أدوات ذكاء الاصطناعي لتنظيم عمل المؤسسات لا بد من الإنتباه إلى تلك المعايير وتدريب كافة الموظفين في المؤسسة للتعامل مع البرامج التي تدعم الذكاء الاصطناعي، بالاضافة إلى الحكمة في استخدام تلك الأدوات بشكل يساعد على حسين سير العمل في المؤسسة.
شركة الخليج للتدريب والتعليم
تقدم شركة الخليج للتدريب والتعليم العديد من الدورات التدريبية المختلفة في مجموعة من المجالات المهمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومنها:
- دبلومة الذكاء الاصطناعي
- دبلومة الأمن السيبراني
- مسار أخصائي الأمن السيبراني.
حيث توفر كل تلك الدورات فرص تدريبية معتمدة على أحدث وأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة في العالم، وهذا لكي يتمكن الدارس من فهم طبيعة عمل تلك الأدوات وكيفية الاستفادة منها بشكل فعال، حيث يمكن للتدريب المستمر على الأدوات أن يرفع كفاءة النتائج النهائية.
أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة تفتح آفاق مختلفة تماماً في كل المجالات، وبالتالي سوف تشهد البشرية عصور جديدة من التقدم التكنولوجي عالي الكفاءة، حيث يمكن تنفيذ عمليات معقدة كانت تتطلب سنوات في بضع دقائق، مما يعزز من الابتكار والإبداع في كافة المجالات الحياتية.